أربيل 38°C السبت 23 آب 14:03

قصف صاروخي على محطة للقطارات شرقي أوكرانيا يودي بحياة أكثر من 50 مدنياً 

بينهم خمسة أطفال
کوردستان TV
100%


ا ف ب

قُتل خمسون شخصا على الأقل بينهم خمسة أطفال الجمعة في قصف صاروخي استهدف محطة القطارات في كراماتورسك في شرق أوكرانيا حيث كانت تجري عمليات إجلاء مدنيين هربا من هجمات القوات الروسية، في عمل وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "غير إنساني" فيما نفت موسكو مسؤوليتها عنه.

وجاءت الضربة في توقيت لا تزال فيه الإدانات الدولية تنهال على روسيا على خلفية المشاهد المروعة الواردة من مناطق في محيط كييف انسحبت منها القوات الروسية.

وعثر في منطقة بوتشا القريبة من كييف على جثث عشرات القتلى بملابس مدنية وبعضهم قيدت أيديهم خلف ظهورهم في المناطق التي انسحب منها الجيش الروسي.

واستهدفت محطة القطارات في كراماتورسك بقصف صاروخي أوقع "خمسين قتيلا بينهم خمسة أطفال"، وفق ما أورد حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو على تطبيق تلغرام.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأنهم شاهدوا ثلاثين جثة على الأقل في أكياس للقتلى أو تحت الأغطية أمام المحطة.

وأشار مدير شركة السكك الحديد الأوكرانية أولكسندر كاميشين إلى سقوط أكثر من مئة جريح منددا بـ"ضربة متعمّدة".

وقالت امرأة وهي ترتجف من الخوف مترددة في الاقتراب من الجثث "أبحث عن زوجي، لقد كان هنا، لا أجده".

وتبحث أخرى عن حقيبتها اليدوية وجواز سفرها بين المقتنيات التي تم جمعها، وتقول "الأعداد كانت كبيرة في المحطة وأمامها. كنت في الداخل وسمعت ما يشبه دوي انفجارين، هرعت للاحتماء وراء أحد الجدران".

وفي الأيام الأخيرة تم إجلاء الآلاف بالقطار من محطة كراماتورسك، عاصمة منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة كييف والتي يتخوّف سكانها من هجوم روسي وشيك وواسع النطاق.

في الأيام الماضية دعت السلطات الأوكرانية سكان دونباس إلى مغادرة منطقتهم بأسرع وقت.

وفي مساحة عشبية أمام المحطة يطوّق شريط وضعته الشرطة بقايا الصاروخ.

وعلى الصاروخ مدوّنة بالأبيض عبارة "من أجل أطفالنا"، ما يوحي أن الانفصاليين الموالين لروسيا أطلقوه انتقاما لأطفالهم الذين قتلوا في حرب دونباس الأولى التي بدأت في العام 2014.

قبل نحو ساعة من الضربة، كان عشرات المدنيين من مسنّين ونساء وأطفال ينتظرون دورهم للمغادرة.

وجاء في بيان لزيلينسكي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن روسيا "شر لا حدود له"، متّهما موسكو باتّباع أساليب "غير إنسانية"، مضيفا "إنهم يقومون على نحو لا يصدق بالقضاء على السكان المدنيين".

ولدى توجّهه إلى كييف أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "إدانته الشديدة" للضربة واصفا إياها بأنها "هجوم عشوائي"، من جهتها دانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الضربة ووصفتها بأنها "هجوم خسيس".

وتفقّد المسؤولان عصرا مدينة بوتشا حيث أثارت صور جثث في الشوارع استياء دوليا.

من جهته ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعمل "شنيع" فيما وصف المستشار الألماني الهجوم الصاروخي بأنه "مروع".

وسارعت موسكو لنفي أي مسؤولية لها عن الضربة، مؤكدة أنها لا تمتلك هذا النوع من الصواريخ منددة بـ"استفزاز" أوكراني.

ولاحقا أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان "هدف الضربة التي دبرها نظام كييف على محطة القطارات في كراماتورسك كان منع سكان المدينة من الرحيل ليتمكن من استخدامهم دروعا بشرية".

- عمليات إجلاء -

وغالبا ما تندد موسكو بـ"استفزازات" أوكرانية دفاعا عن نفسها بوجه اتّهامات كييف لها بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب على غرار ما أفيد عنه في بوتشا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الجمعة أن جيشها دمّر بواسطة صواريخ عالية الدقة "أسلحة وغيرها من المعدات العسكرية في محطات بوكروفسك وسلوفيانسك بارفينكوف" وكلّها تقع على مقربة من كراماتورسك.

وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف ومن الشمال الأوكراني، جعلت روسيا من السيطرة على منطقة دونباس هدفا لها، علما بأن انفصاليين موالين لموسكو يسيطرون على أنحاء من المنطقة منذ العام 2014.

وفي حين ضاعفت روسيا هجماتها في شرق البلاد وجنوبها، تسعى السلطات الأوكرانية إلى إجلاء مواطنيها من هذه المناطق.

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن عمليات الإجلاء استؤنفت ليل الخميس الجمعة بعدما كانت قد توقفت من جراء أضرار ألحقتها القوات الروسية "بخط السكة الحديد في شاستيا".

ومنذ أيام عدة يحض غايداي السكان على المغادرة وجاء في منشور له على فيسبوك "كل الأهوال التي شهدناها يمكن أن تتفاقم. لا تحكموا على أنفسكم بالإعدام! غادروا! الأيام القليلة المقبلة ستكون الفرصة الأخيرة" للإجلاء.

وفي منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود أعلنت السلطات فرض حظر تجول اعتبارا من مساء السبت حتى صباح الإثنين، تحسبا لمخاطر شن روسيا ضربات صاروخية.

وصوتت الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 دولة عضوا، الخميس على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية بسبب غزوها أوكرانيا، وذلك بتأييد 93 صوتا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إن "أكاذيب روسيا لا تصدق أمام الأدلة التي لا شك فيها على ما يحدث في أوكرانيا". وأضاف أن المؤشرات إلى عمليات اغتصاب وتعذيب وإعدام تشكل "إهانة للإنسانية". 

من جهتها، أعلنت دول مجموعة السبع عقوبات جديدة بينها حظر على جميع الاستثمارات الجديدة في القطاعات الرئيسية في روسيا. 

- حلقة الكرملين -
والجمعة فرضت المملكة المتحدة عقوبات على ابنتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف على خلفية غزو أوكرانيا مؤكدة أنها تريد الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعزيز المساعدة العسكرية البريطانية لأوكرانيا عبر إرسال صواريخ إضافية مضادة للدروع والطائرات بعد الهجوم على محطة كراماتورسك.

وفرض الاتحاد الأوروبي الخميس حظرا على فحم روسيا المتهمة بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا. وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الأوروبيون قطاع الطاقة الروسي الذي يعتمدون عليه بشدة.

ويعتزم الاتحاد الأوروبي حظر صادرات إلى روسيا بقيمة عشرة مليارات يورو  وفرض عقوبات جديدة على مصارف روسية وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية. 

في الوقت نفسه، أعلن الاتحاد استعداده للإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل الأسلحة لأوكرانيا.

وبهدف الاستعداد للتصدي للهجوم المتوقع في دونباس، تطلب كييف مساعدة الغرب.

وتوجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى بروكسل ليطلب تسليم كييف أسلحة فورية من نظرائه في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وتحدث الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عن "دعم كبير"، معتبرا أنه "يفضل عدم الإفراط في في الحديث بدقة عن الأسلحة التي سيتم تسليمها". 

وأعلن رئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيغير الجمعة أن بلاده زودت أوكرانيا منظومة للدفاع الجوي من طراز إس-300 لدعم هذا البلد في تصديه للغزو الروسي.

ويرى مراقبون كثر أن بوتين يريد السيطرة على دونباس مهما كان الثمن قبل موعد العرض العسكري في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية في التاسع من أيار/مايو.

وبدأ العالم أجمع يلمس التداعيات المباشرة للنزاع.

وبلغت أسعار المواد الغذائية في العالم في آذار/مارس "أعلى مستويات سجلتها على الإطلاق" في ظل الحرب في أوكرانيا التي بلبلت أسواق الحبوب والزيوت النباتية، على ما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

ويثير هذا التحذير المخاوف من وقوع أزمة غذاء عالمية واضطرابات اجتماعية-سياسية قد يتسع نطاقها إلى بلدان عدة.

العالم

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات