كوردستان تي في
اوصلت بعض القوى السياسية، باصرارها على المحاصصة التوافقية، کشرط لفتح الطرق امام تشكيل حكومة آغلبية وطنية، أوصلت الامور الى نهايات مسدودة تتحمل وحدها امام الجماهير مسؤولية الوصول اليها.
وبدت الازمات الاخيرة، وكأنها نجادة انقاذ لهذه القوى لصرف نظر الجمهور عن المشكلات الرئيسة.
بعض هذه الازمات جاء جاهزا ألقت به الريح، واخرى يرى مراقبون ان هناك يدا لبعض الجهات في صناعتها، لكنها جميعا تكاد تتشابه في مضمونها الذي يندرج في خانة خداع الجماهير بلعبة "انظر الى العصفورة خلفك".
الخلاف المستعر بين اتباع احدى المرجعيات الدينية واتباع مرجعيات اخرى تغذيها اجندات سياسية خارجية، وما نتج عنها من حرق للمساجد وتدمير للممتلكات شغلت الرأي العام العراقي وامتد الاهتمام الاعلامي بها الى الخارج، وكان التركيز عليها وتأجيجها واحدا من اساليب شغل الراي العام عن القضايا الرئيسة.
في أثناء ذلك وقبله كانت هناك ازمات اخرى غالبيتها مفتعلة، ومنها ازمة الرأي التي شغلت الجمهور، فالجهات التي لم تترك مناسبة الا واساءت فيها للجيش العراقي صنعت من اساءة غبية غير مقصودة لاحد الاعلاميين موضوعا كبيرا وقضية جسيمة ومحاكم، وهي ذاته الجهات التي الَّبَت الراي العام ضد أحد الاعلاميين بسبب منشور له على صفحة التواصل الاجتماعي (تويتر) زعمت انه يسيء الى مرجعية دينية وسياسية.
وجاءت ازمتا الوقود وغلاء اسعار بعض المنتجات الزراعية لتكمل صورة المشهد المرتبك.
قضايا اخرى طفت على السطح خلال الاسبوع الفائت كالخلاف على مشروع مد انابيب النفط الى ميناء العقبة، وقضية ميناء الفاو وطريق الحرير رغم انها ليست بالقضايا الملحة، دون ان ينسى مشعلو هذه الحرائق اشراك إقليم كوردستان ببعضها وخاصة قضيتي ارتفاع اسعار الفاكهة والخضروات والوقود، حيث تم اتهام الاقليم بانه يحتكر هذه المواد!
تصريحات السفير الايراني السابق مسجدي قبل رحيله إلى غير رجعة والتي يقرر بموجبها ان الأوان لم يحن بعد لحكومة الاغلبية في العراق، جاءت مكملة للمشهد المكتظ بالالوان والكتل والأشكال بلا اتساق، لكن هذه التصريحات والتدخل السافر في الشان العراقي، وإن كانت تعني للجماهير والقوى الوطنية الشيء الكثير، فهي تكاد لا تعني شيئا بالنسبة لمن ارتضوا رهن القرار العراقي بالارادة الاجنبية، ولذا فقد مر ذلك التدخل السافر على كثير من القنوات مرور الكرام.
اليوم قررت الجماهير النزول الى الشارع لتقول كلمتها، وتعيد الأمور الى نصابها مؤشرة الى المشكلة الحقيقية.
وعلى ما يبدو فأنها في اشعالها شرارة الاحتجاجات المرشحة للإتساع في مقبل الأيام ارادت ايصال رسالة بمضمون واحد، وهو ان هذه القضايا الثانوية لن تلهينا عن القضية الاكبر، وهي حاجة العراق الى تشكيل حكومة وطنية تواجه التحديات الآنية الكبيرة ومثلها التحديات المستقبلية فضلا عن مراجعة ما سبق، وألا فأن انهاء المهزلة لن يكون الا بحل البرلمان واعادة الانتخابات ووضع الكيانات في حجومها الحقيقية.
تقرير .. كمال بدران
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات