أربيل 38°C الإثنين 15 أيلول 17:54

رافضاً تشكيل حكومة جديدة.. الصدر: موافقون على الحوار إذا كان علنياً

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

أشاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الثلاثاء (4 تشرين الأول 2022)، بإحاطة ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، أمام مجلس الأمن، وفيما أكد رفضه لتشكيل حكومة جديدة، أعلن موافقته على الحوار مع القوى السياسية شريطة "أن يكون علنياً".

وقال الصدر في بيان: "استمعت بإمعان الى جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن العراق".

وأضاف: "لي على ذلك بعض التعليقات: أولاً: بما يخص إحاطة ممثلة الأمم المتحدة، وقد أثار انتباهي فيما قالت: هو أن السبب الرئيسي بما يحدث في العراق هو الفساد الذي أجمع على وجوده الجميع. نعم، هذا صحيح ودقيق جداً، وأول خطوة للإصلاح التدريجي هو عدم مشاركة الوجوه القديمة وأحزابها وأشخاصها في الحكومة المقبلة وفقاً لتطلعات المرجعية وتطلعات الشعب الثائر".

وتابع: "أننا نوافق على الحوار إذا كان علنياً ومن أجل إبعاد كل المشاركين في العمليات السياسية والانتخابية السابقة ومحاسبة الفاسدين تحت غطاء قضاء نزيه. كما نتطلع لمساعدة الأمم المتحدة بهذا الشأن: أعني الإصلاح ولو تدريجياً".

وتابع: "كما إنني أؤيد ما جاء في كلمات المشاركين في جلسة مجلس الأمن  الدولي من ضبط النفس لذا أدعو إلى ضبط النفس وعدم اللجوء الى العنف والسلاح من كل الأطراف والإسراع بمعاقبة الفاعلين من دون النظر الى انتماءاتهم".

وحول مشكلة السلاح المنفلت خارج إطار الدولة، قال الصدر: "الأهم من ذلك هو أن لا يكون السلاح المنفلت ضمن إطار الدولة واستعماله ضد المعارضين والثائرين وفي تثبيت النفوذ وتجذر الدولة العميقة".

وشدد على أن "رئيس الوزراء الحالي يتعرض إلى ضغوط هائلة بهذا الخصوص مع أنه قائد القوات المسلحة وعدم تجاوب بعض المسلحين معه وإن كانوا ضمن نطاق الدولة".

كما أشاد "بوقوف مجلس الأمن مع العراق بخصوص ما يتعرض له من قصف من هنا وهناك.. ومن هنا ندعو دول الجوار العزيزة إلى احترام سيادة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره بالطرق الدبلوماسية أو عبر الحوار".

واستدرك قائلاً: "لكنني أقف بالضد مع إصرار بعض أعضاء مجلس الأمن على تشكيل الحكومة في العراق.. فإن الكثير من الحكومات قد تشكلت ولكنها أضرت بالوطن والشعب".

ومضى بالقول إن "تطلعات الشعب هي تشكيل حكومة بعيدة عن الفساد والتبعية والمليشيات والتدخلات الخارجية لكي تكون حكومة مستقلة ومستقرة تخدم شعبها لا مصالح أحزابها وطوائفها فكل يجر النار الى حزبه أو طائفته أو عرقه".

وخاطب الأعضاء، قائلاً إن "العراق يمر بأسوا فتراته بسبب الفساد وهيمنة أحزابه على السلطة ولا أستثني أحداً حتى لو كانوا ممن ينتمون لنا والذين حاولنا كشفهم ومعاقبتهم إلا إنهم يسارعون بالمثول بين أحضان الفاسدين المناوئين لنا.. ولم تقم الأطراف الأخرى بمحاسبة الفاسدين الذين ينتمون لهم بل لعلهم يساندونهم بذلك".

وفي النقطة الثانية من بيانه، نصح زعيم التيار الصدري "مجلس الأمن بعدم الاستماع الى ما أدلى به ممثل العراق الدائم في هذه الجلسة والذي كانت كلمته تجانب الصواب في أغلب ما تضمنته مع شديد الأسف وفي الختام.. أشكر ممثلة الأمم المتحدة على ما أدلت به وأنصحها بالاستمرار على مواقفها المحايدة وعدم انحيازها إلى طرف دون آخر".

واليوم الثلاثاء، قالت بلاسخارت في الإحاطة التي قدمتها أمام مجلس الأمن عن الوضع في العراق وعن عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إنه "خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك وقد تركت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي البلد في مأزق طويل الأمد. وكان العراقيون رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة".

وأضافت: "لا يوجد أي مبرر للعنف. وبوجود مخاطر ما تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلّا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف. ويتعين على كافة الأطراف التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر".

وتابعت: "لكي يؤتي الحوار أُكله، من المهم جداً أن تشارك فيها الأطراف كافة. هناك حلول. ولكن فقط لو كان هناك استعداد للوصول الى تسويات. ففي نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى الإرادة السياسية.  يتوجب على كافة القادة تحمل المسؤولية".

وشددت على أن "خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء. لقد فقد العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه. ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق".

وأوضحت: "يتجاهل النظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق. ولا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنه محمي منه. وإبقاء المنظومة "كما هي" سوف يرتد بنتائج سلبية".

ومضت بالقول إن "التداعيات السياسية التي تنجم عن عدم إجراء انتخابات برلمانية لإقليم كىردستان في وقتها المناسب، وعدم التعامل مع توقعات الجمهور بشكل صحيح، وإهمال المبادئ الديمقراطية الأساسية، ستكون باهظة الثمن. وإن كان ذلك سيحدث، فلن يكون بسبب عدم التحذير منه".

وحول القصف الإيراني والتركي المتكرر على إقليم كوردستان، أشارت إلى أنه "في شهر أيار الماضي حذرت من أن القصف التركي والإيراني في الشمال يمضي لأن يصبح "الوضع الطبيعي الجديد" في العراق. وفي ظلّ الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي لايسعني إلا أن أكرر ما قلته يجب أن تتوقف هذه الأفعال الطائشة ولا ينبغي لأي جار أن يتعامل مع العراق وكأنه باحته الخلفية".

واختتمت قائلةً: "بمقدور أي زعيم عراقي أن يجر البلاد إلى صراع ممتد ومهلك، كما أن في مقدوره أن يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول وأن ينتشل البلد من هذه الأزمة".

ومنذ 11 يوماً، تشنّ إيران ضربات متفرقة في إقليم كوردستان، كان أعنفها الأربعاء الماضي، بأكثر من 70 صاروخاً وضربات لطائرات بلا طيار.

وقتل على الأقلّ 14 شخصاً بينهم امرأة حامل في هذا القصف، وأصيب 58 آخرون بجروح "معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال دون سن العاشرة"، بحسب جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم. 

وتأتي هذه الضربات فيما تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف أيلول الماضية على خلفية مقتل مهسا أميني الكوردية البالغة 22 عاماً بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق. 

العراق الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات