أربيل 38°C الجمعة 15 آب 23:20

مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً حول أوكرانيا وكييف تؤكد دخول القوات الروسية أكبر منشأة نووية

دعا الكرملين الروس إلى "الوقوف صفاً واحداً" وراء الرئيس فلاديمير بوتين
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في

يعقد مجلس الأمن الدولي قبيل ظهر الجمعة (بتوقيت نيويورك) اجتماعا عاجلا حول أوكرانيا حيث قصفت القوات الروسية محطة نووية هي الأكبر في أوروبا، قبل أن تدخلها كما أكدت كييف.

وبالتزامن مع الغزو، تشدد السلطات قبضتها داخل روسيا حيث أقر مجلس النواب (الدوما) مبدأ فرض عقوبات جزائية قاسية في حال نشر "معلومات كاذبة" عن الجيش، بينما دعا الكرملين الروس إلى "الوقوف صفا واحدا" وراء الرئيس فلاديمير بوتين.

وأعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا عاجلا بطلب من بريطانيا لدراسة تداعيات القصف الروسي لأكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.

وقال الدبلوماسيون لوكالة فرانس برس إن هذه الجلسة التي طلبتها أيضا الولايات المتحدة وفرنسا والنروج وإيرلندا وألبانيا، ستعقد بطلب من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. لكن لم يعرف ما إذا كان سيطرح نص لتبنيه خلال جلسة المجلس الذي تتمتع فيه روسيا بحق النقض (الفيتو) بصفتها دولة دائمة العضوية.

وكانت كييف اعلنت الجمعة أن القوات الروسية دخلت حرم المحطة النووية في زابوريجيا بجنوب البلاد بعد قصفها ليل الخميس الجمعة، ما أدى إلى اندلاع حريق في جزء منها. وبعد ساعات على إخماد النيران أكدت وكالة تفتيش المواقع النووية الاوكرانية أنها لم تسجل أي تسرب إشعاعي من المنشأة مؤكدة أن الطاقم يؤمن تشغيل الموقع.

واقترح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية رافاييل غروسي زيارة تشيرنوبيل للتفاوض مع أوكرانيا وروسيا على مسألة ضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية. وقال "أبلغت الجانبين -- جمهورية روسيا الاتحادية وأوكرانيا -- بأنني حاضر.. للسفر إلى تشيرنوبيل في أقرب وقت ممكن"، موضحا أن "الطرفين يدرسان" هذه الإمكانية.

وأظهرت مشاهد مباشرة من منشأة زابوريجيا حريقا وتصاعد دخان من المحطة. لكن السلطات الأوكرانية أكدت أن الموقع بات آمنا. وفي مسعى لطمأنة السكان، قال أولكسندر ستاروخ، رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا، إنّ السلامة النووية لهذه المنشأة باتت "مضمونة".

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو باللجوء إلى "الرعب النووي" وطالب "بتشديد العقوبات المفروضة على الدولة النووية الإرهابية فورا".

تحدث زيلينسكي إلى قادة دول العالم بما في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بورريس جونسون الذي دعا إلى وقف قصف المحطة ودان التصرّفات "المتهورة" لبوتين التي "يمكن أن "تهدّد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها".

لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع عاجل مع وزراء خارجية الدول الحليفة الجمعة أن الحلف لن يقيم منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، بعدما طلبت كييف المساعدة لوقف القصف الروسي. وقال إن "الحلفاء متفقون على وجوب عدم استخدام طائرات الناتو في المجال الجوي الأوكراني أو نشر جنود للناتو في الأراضي الأوكرانية".

تقع مدينة زابوريجيا على نهر دنيبر على بعد حوالي 550 كيلومترًا جنوب شرق كييف. وتبلغ الطاقة الإجمالية لمحطتها النووية حوالي ستة آلاف ميغاوات وهو ما يكفي لتزويد حوالي أربعة ملايين منزل بالكهرباء. وقد تم تدشينها في 1985 عندما كانت أوكرانيا لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفياتي.

في 24 شباط/فبراير اندلع القتال بالقرب من محطة الطاقة السابقة في تشيرنوبيل، على بعد نحو مئة كيلومتر شمال كييف وهي الآن بأيدي القوات الروسية.
- "جحيم" -

في أماكن أخرى من البلاد، كان القتال مستمرا صباح الجمعة حسب الجانب الأوكراني في تشيرنيغوف شمال كييف حيث اتهمت أوكرانيا موسكو الخميس بقصف منطقة سكنية ومدارس ما أسفر عن مقتل 33 شخصًا.

وذكرت السلطات المحلية أن الوضع أصبح "جحيما" في أوختيركا و"حرجا" في سومي وهما بلدتان تبعدان 350 كيلومترا إلى الشرق من كييف.

أما في مرفأ ماريوبول الاستراتيجي الواقع في جنوب شرق أوكرانيا فاتهم رئيس البلدية الخميس القوات الروسية بالعمل من أجل فرض "حصار" بينما تؤكد السلطات الإقليمية أنها لا تملك "أي وسيلة اتصال".

ولم تثر تصريحات لبوتين بثها التلفزيون الروسي أي أمل في التهدئة. فقد أكد أن "العملية العسكرية الخاصة تسير بدقة حسب الجدول الزمني المحدد لها". وأشاد بشجاعة الجنود الروس في محاربة "النازيين الجدد" و"المرتزقة الأجانب" الذين يستخدمون المدنيين "دروعا بشرية".

وواجهت موسكو انتكاسة دبلوماسية جديدة مع التصويت صباح الجمعة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأغلبية ساحقة، على قرار ينص على تشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني في أوكرانيا.

وتم تبني القرار بأغلبية 32 صوتا مقابل صوتين (روسيا وإريتريا) وامتناع 13 دولة عن التصويت. وقالت السفيرة الأوكرانية لدى الأمم المتحدة في جنيف متوجهة إلى بوتين "العالم كله ضدك".

في الوقت نفسه، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الجيش الروسي استخدم ذخائر عنقودية تقتل مدنيين عشوائيا في خاركيف (شرق) ثاني مدن أوكرانيا ما يمكن أن يشكل "جريمة حرب".

وقالت المنظمة إن القوات الروسية استخدمت هذه الأسلحة "في ثلاثة أحياء سكنية على الأقل في خاركيف في 28 شباط/فبراير". وأضافت أنها حددت استخدام الذخائر الصغيرة عبر صاروخ روسي الصنع "9ام55كاي سميرش"، موضحة أن "استخدامها كما هو موثق في خاركيف يمكن أن يشكل جريمة حرب".

من جهته، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة جنودا روسا بـ "اغتصاب نساء في المدن الأوكرانية المحتلة"، داعيا إلى تشكيل محكمة جنائية خاصة لمحاكمة "جريمة العدوان" التي ارتكبها بوتين.

وكان كوليبا يتحدث من أوكرانيا في اجتماع عبر الإنترنت نظمه معهد تشاتام هاوس للعلاقات الدولية بحضور رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون. وقال كوليبا "عندما تتساقط قنابل على مدنكم ويغتصب الجنود نساء في المدن المحتلة ولسوء الحظ لدينا العديد من حالات اغتصاب جنود روس لنساء في المدن الأوكرانية، يصعب بالتأكيد الحديث عن فاعلية القانون الدولي".
- قوانين قمعية جديدة -

أقرت روسيا الجمعة مبدأ فرض عقوبات جزائية قاسية في حال نشر "معلومات كاذبة" عن الجيش، في آخر خطوة تعكس تشدد موسكو في الداخل بالتزامن مع غزو أوكرانيا.

فقد اعتمد النواب الروس (الدوما) في قراءة ثالثة نصا يتضمن عقوبات بالسجن وغرامات شديدة لكل من ينشر "معلومات كاذبة" عن الجيش. وينص هذا التعديل على عقوبات مختلفة بالسجن لمدة يمكن أن تصل الى 15 عاما إذا أدت "معلومات كاذبة" إلى "عواقب خطيرة" على القوات المسلحة.

وينص تعديل منفصل أقر الجمعة أيضا على معاقبة مطلقي "الدعوات إلى فرض عقوبات على روسيا" التي تواجه إجراءات انتقامية غربية قاسية.

كما فرضت هيئة تنظيم وسائل الإعلام (روسكومنادزور) الجمعة قيودا على الوصول إلى أربع وسائل إعلام مستقلة. وقالت سلطة تنظيم وسائل الإعلام أن الاطلاع على المواقع الالكترونية لخدمة اللغة الروسية التابعة للبي بي سي و"دويتشه فيلي" و"ميدوزا" و"راديو سفوبودا"، الفرع الروسي لإذاعة أوروبا الحرة، اصبح "محدودا".

من جهتها، أعلنت منظمة "ميموريال" غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان إن عمليات تفتيش طالت مكاتبها في موسكو الجمعة.

كما أعلنت المنظمة غير الحكومية الروسية العريقة لمساعدة المهاجرين "لجنة المساعدة المدنية" الجمعة إن عمليات تفتيش استهدفتها. وقالت على مواقع التواصل الاجتماعي "عمليات تفتيش تجري في مكتبنا في موسكو" و"السبب غير معروف".

إلى ذلك، أعلنت المنظمة غير الحكومية "او في دي-انفو" توقيف أكثر من ثمانية آلاف شخص في روسيا لتظاهرهم لا سيما في موسكو وسانت بطرسبرغ، ضد غزو أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير يوم بدء الهجوم.

العالم

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات